"سي إن إن": اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران
"سي إن إن": اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران
أعلنت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الخميس، أن التوصل إلى اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران بات قريبًا، في ظل مؤشرات إيجابية ظهرت عقب جولة خامسة من المحادثات غير المباشرة التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما، ووصفتها واشنطن بـ"البنّاءة".
ورجّحت مصادر دبلوماسية مطلعة، وفق ما نقلته الشبكة، أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستُعقد في إحدى دول منطقة الشرق الأوسط، دون تحديد هوية الدولة المضيفة، في إشارة إلى أن الطرفين يسعيان لتقريب وجهات النظر بعيدًا عن العواصم الأوروبية التقليدية.
وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات لافتة أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطلع الأسبوع، أكد خلالها أن محادثات "جيدة للغاية" جرت بين مفاوضين أمريكيين ووفد إيراني، في إطار جهود مكثفة لبلورة اتفاق جديد يضمن عدم تطوير إيران لسلاح نووي.
إشارات على انفراجة
قالت الولايات المتحدة، الجمعة الماضية، إن محادثاتها مع إيران أحرزت "تقدمًا إضافيًا"، مؤكدة أن النقاشات تطرقت إلى القضايا التقنية والسياسية الرئيسية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن اللقاءات شهدت مرونة نسبية من الجانبين، مع التأكيد على التزام كل طرف بمواصلة العمل نحو إطار تفاهم دائم وشامل.
وبحسب ما نقلته وكالة "معًا" الفلسطينية، فإن التقدم الأخير تحقق في المرحلة الخامسة من المباحثات التي عقدت في روما، وسط بيئة تفاوضية هادئة أسهمت في تقريب المسافات بين مواقف الوفدين.
رغبة في تجنب التصعيد
أكد محللون أن المؤشرات الحالية توحي بوجود رغبة سياسية متبادلة في تخفيف حدة التوتر ومنع التصعيد العسكري في منطقة الخليج، خاصة في ظل الأزمات الإقليمية القائمة، وارتفاع المخاطر المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الأصلي عام 2018.
ويُعتقد أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى ضمانات قوية بأن إيران لن تطور قدرات نووية لأغراض عسكرية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني، مع احتمال الإفراج عن بعض الأصول الإيرانية المجمدة كبادرة حسن نية.
يُشار إلى أن الاتفاق النووي الأصلي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" تم توقيعه عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، قبل أن تنسحب منه الولايات المتحدة في عام 2018، وتفرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، ما أدى إلى تفكك تدريجي لبنود الاتفاق وعودة إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية توترات متصاعدة، تخللتها مفاوضات متقطعة وغير مباشرة سعت خلالها عدة أطراف دولية، خاصة الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، إلى إعادة الطرفين إلى مائدة الحوار.
فرص النجاح ومخاطر الفشل
تبدو فرص نجاح المفاوضات مرهونة بمدى قدرة واشنطن وطهران على تجاوز العقبات المتعلقة بآليات التحقق والضمانات والجدول الزمني لرفع العقوبات، فضلًا عن الاعتبارات السياسية الداخلية لدى الطرفين.
ويحذر مراقبون من أن فشل هذه الجولة المقبلة قد يُفضي إلى عودة التوتر العسكري في المنطقة، أو تصعيد في مضيق هرمز، وهو ما من شأنه زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وزيادة أسعار الطاقة عالميًا.
ومن المنتظر أن يُعلن عن مكان وزمان انعقاد الجولة المقبلة قريبًا، وسط ترقب دولي واسع لما ستسفر عنه هذه الجهود في أكثر الملفات الشائكة في السياسة الدولية خلال العقدين الأخيرين.